الأحد، 7 أكتوبر 2012

منهجيتي في البناء الفكري





يمكننا تعريف البناء الفكري بأنه الجسم المتكامل المكون من أفكار مرتبة ترتيباً خاصاً بهدف التعامل مع قضية ما بشكل معين. وكأي بناء تختلف طريقة البناء الفكري ومنهجيته باختلاف الهدف منه. وفي السطور القادمة سأحاول توضيح منهجيتي في البناء الفكري الذي استهدف منه تكوين فكر ناقد يمكنه قراءة الواقع وتقييمه والحكم عليه ومن ثم التعامل معه أو محاولة تغييره. وقد راعيت في هذه المنهجية أن تتفق مع المعايير التالية :

1-    القدرة على تحقيق الهدف
2-    القابلية للقياس
3-    التطور المستمر
4-    الانفتاح

تعد القاعدة أهم جزء من البناء وعلى صحتها وسلامتها تتوقف سلامة البناء أجمع. والقاعدة عندي هي المرجعية الدينية الإسلامية لكونها شاملة لكل ما يحيي الإنسان ويرتقي به. فأساس البناء الفكري عندي هو اتفاقه مع المرجعية والقيم الإسلامية الصحيحة، وهو ما يتطلب الإطلاع المستمر والتعلم علي يد العلماء في المجال الديني.

أما أعمدة البناء لدي فتتكون من عدة عناصر هي :

1-    قبول الاختلاف والتنوع. فقد خلق الله البشر مختلفين وكذلك أفكارهم ولن يملك أحد كل المعرفة مهما بذل من جهد. لذلك من الهام البحث عن المعرفة أينما كانت دون التأثر باختلاف صاحبها الفكري أو العرقي أو الديني.
2-    التعلم بصورة دائمة حتى أبقى عقلي في نشاط مستمر. وقد تختلف طريقة التعلم بين دراسة أكاديمية منتظمة أو دورات تدريبية أو كثرة الإطلاع لتحصيل ما افتقده من علوم مع التوقف عند النقاط المثيرة للتساؤل ودراستها من أكثر من وجه والاستعانة بمختصين لإيضاح الغامض منها.
3-    قد تشوه الحقيقة – بقصد أو بدون – عند انتقالها من شخص لآخر وعليه فمن الضروري أخذ المعلومة من مصادرها قدر الإمكان وتتبعها في جوانبها المختلفة مع الاستماع للأطراف المتناقضة – إن وجدت – مع إعمال العقل فيما يرد من معلومات للإلمام بأكبر قدر متاح من الحقيقة.
4-    وضع أهداف واضحة تدريجية في إطار زمني محدد للتأكد من اتخاذي للمنهج الصحيح وتحفيزي لإدراك المزيد. على أن يكون أول الأهداف إمعان النظر في القضايا المطروحة حالياً ومحاولة تقييمها ومقارنة النتائج مع آراء الخبراء ممن يشهد لهم بالموضوعية والحيادية مع مراعاة عدم قبول المعلومة قبل التأكد من صحتها والتوقف عن إصدار أحكام في حالة عدم وضوح الرؤية.
5-    مراجعة المنهجية بصورة مستمرة لقياس مدى قدرتها / فاعليتها في الوصول للهدف المحدد مع إبراز نقاط القوة وتنميتها وإبراز نقاط القصور ومحاولة التغلب عليها أو على الأقل تحسينها عن طريق التعلم المستمر.
وقد اخترت هذه المنهجية آملة أن يكتمل البناء بالسقف المعرفي المناسب لتكوين نواة الفكر الناقد القادر على التمييز بين الرث والثمين وعلى إتخاذ ردود الأفعال المناسبة بل والقيام بالفعل المطلوب في وقته ومكانه.